كاريزميديا للتسويق الرقمي

كيف تختار المؤثر المناسب

تعد واحدة من أشهر أخطاء التسويق عبر المؤثرين، هي رغبة أصحاب المشروعات في التعاقد مع المؤثرين الذين يملكون العديد من المتابعين. لكن في الواقع هذا ليس الخيار الأمثل دائمًا، فوجود عدد كبير من المتابعين، لا يضمن بالضرورة تحقق الهدف من التسويق عبر المؤثرين، لا سيّما إذا كان الهدف هو تحقيق المبيعات لا بناء الوعي بالعلامة التجارية. إذًا كيف تختار المؤثر المناسب لمشروعك؟

1.        مجالات المؤثرين

في الحقيقة السبب الرئيسي لضرورة التوقف عن تقييم المؤثرين بناءً على العدد، هو زيادة وعي الجمهور، وإدراكهم بأنّ التسويق عبر المؤثرين أصبح أحد استراتيجيات التسويق الرئيسية. لذلك ينظرون للأمر في الكثير من الأحيان على أنّه محاولة توجيههم لشراء منتجات لا تستحق، وهم يفعلون ذلك للحصول على المقابل المتفق عليه في الحملة.

لذا، من الجيد محاولة الوصول إلى مؤثرين يملكون تخصصًا معينًا، وبالتالي ينتظر الناس الاستماع إلى آرائهم وترشيحاتهم، ويعرفون أنّها ذات قيمة عالية بالنسبة لهم. على سبيل المثال، إذا كنت تبيع أداة لتنظيم العمل بين أفراد فريقك. في هذه الحالة يمكنك الاعتماد على المحترفين أو المديرين الذين سيجربون هذه الأداة بالفعل، ويشاركون رأيهم مع الجمهور.

على سبيل المثال أيضًا، إذا كنت تعتمد على بيع بعض المنتجات التقنية مثل الهواتف، فقد يكون من الجيد الاعتماد على المدونين المتخصصين في إنشاء المراجعات. بالتالي، يشارك هؤلاء مراجعتهم للمنتج مع الجمهور، ويذكرون المميزات والسلبيات في حالة وجودها، فيُقبل الجمهور على الشراء نتيجة لذلك

2.        نوعية الجمهور المستهدف

تعد واحدة من مميزات التسويق عبر المؤثرين هي مساهمته في الوصول إلى الجمهور المستهدف في مشروعك، فمن خلال التعاقد مع المؤثر الذي يملك قاعدة جماهيرية بالفعل، فأنت توفر مجهودك في محاولات الاستهداف، وتستفيد من المؤثر لفعل هذه المهمة بدلًا منك.

بالتالي، لا بد من تحليل نوعية الجمهور المستهدف بالنسبة للمؤثر، وعدم الاعتقاد بأنّ وجود عدد كبير من المتابعين، يعني بالتبعية أن هؤلاء هم النوعية التي تبحث عنها. إذ في حالة المشاهير فهم يملكون أنواع مختلفة من المتابعين، فلا توجد صفة معينة تجمع بين المتابعين، لا من ناحية العمر ولا السلوك ولا أي شيء مشترك.

في بعض الأحيان عند التركيز على التعاقد مع المشاهير، تجد نفسك تحصل على أعداد من المتابعين، لكنهم لا يهتمون بما تقدم، وبالتالي كل ما تحصل عليه هو زيادة في العدد لا يمكنك الاستفادة منها لإتمام عمليات البيع. لذا، من المهم التركيز على إيجاد المؤثرين الذين يملكون الجمهور ذاته المستهدف لمشروعك لتوفير الوقت، بدلًا من تضييع المجهود في محاولة التسويق لجمهور لا يهتم بعلامتك التجارية من الأساس

  • شكل التعاقد مع المؤثرين

من أهم الأشياء في التسويق عبر المؤثرين هي التفكير في الشكل المناسب للتعاقد مع المؤثرين. يجب تقييم الأمر من زاوية العلامة التجارية، وما يمكنها تحمله في التعاقد، ومن زاوية المؤثر وما يراه مناسبًا له. بالطبع لا بد من الحرص على تقدير قيمة المؤثر بطريقة صحيحة. من أهم أشكال التعاقد مع المؤثرين:

  • دفع مقابل مادي للتعاقد: بالنسبة لبعض المؤثرين، فهم يملكون أسعارًا محددة وثابتة لمن يرغب في التعاقد معهم. بالتالي من خلال معرفة أسعار المؤثرين ستقدر على اختيار ما يتناسب مع ميزانيتك.
  • دفع مقابل وفقًا لعدد عمليات البيع: يعتمد البعض على التعاقد مع المؤثرين وفقًا لعدد عمليات البيع الحاصلة، فالأمر يشبه التسويق بالعمولة، إذ تدفع فقط مقابل مادي لهم وفقًا لعدد عمليات البيع المنفذة.
  • تقديم منتجات أو خدمات مجانية للمؤثر: بدلًا من الاتفاق على مقابل مادي، قد يكون شكل التعاقد هو تقديم منتجات أو خدمات المشروع مجانًا للمؤثر في مقابل الترويج لها
  •  البيانات عن المؤثرين

بالطبع أعداد المتابعين ليست هي المعيار الأساسي للحكم على عملية اختيار المؤثر، لكن في النهاية هي أحد العوامل الضرورية التي لا بد من الاهتمام بتقييمها لاختيار المؤثر المناسب، من خلال جمع مجموعة من البيانات المختلفة التي تساعد على التقييم. تشمل هذه البيانات:

  • أعداد المتابعين: من المهم تقييم أعداد المتابعين على المنصة المتوقع العمل عليها بالتحديد. مثلًا إذا كنت ترغب في العمل على الانستقرام، فلا بد من معرفة أعداد المتابعين للمؤثر على المنصة.
  • حجم التفاعل: لا بد أيضًا من تقييم حجم التفاعل مقارنةً بالعدد. مثلًا حساب عدد الإعجابات والتعليقات على منشورات المؤثر، وقسمتها على عدد المتابعين، للخروج بالنسبة المئوية للتفاعل.
  • نوعية المحتوى: يختلف المحتوى الذي ينتجه كل مؤثر، لذا من الضروري إلقاء النظرة على المحتوى، وذلك لاختيار مؤثر يقدم محتوى مشابه لما تبحث عنه للتسويق لمشروعك.
  • عدد المنشورات: من المهم أيضًا تقييم عدد المنشورات التي ينتجها الشخص، وذلك في حالة احتياجك في التسويق عبر المؤثرين لإنتاج عدد معين، فتتحق من ملاءمة هذا الأمر للمؤثر.

5.        سهولة التعاقد والتعامل مع المؤثر

من أهم الأشياء في التسويق عن طريق المؤثرين هي الأمور المتعلقة بسهولة التعاقد مع المؤثر، من خلال وجود طريقة سهلة للتواصل معه، سواءً كان ذلك من خلال وجود فريق مسئول عن هذا الأمر، أو من خلال التعامل معه شخصيًا عبر وسائل التواصل المختلفة الخاصة به.

لا يقتصر الأمر فقط على ما قبل التعاقد، ولكن أيضًا لا بد من الاهتمام بما يحدث بعد إتمام التعاقد مع المؤثر، وطريقة التعامل من الطرفين، سواءً تنفيذ المتفق عليه بسهولة دون تأخير، أو إمكانية الوصول إليه عند الحاجة إلى ذلك، إذ واحدة من مشكلات التسويق عبر المؤثرين بالنسبة للبعض، هي أنّه بعد التعاقد تختلف الأمور، ويصبح من الصعب التواصل مع المؤثر نتيجة عدم الرد أو الالتزام بالمطلوب

6.         تجارب الآخرين مع المؤثر

حتى يمكنك التأكد من فاعلية المؤثر بالنسبة لمشروعك، فمن المهم الحرص على جمع المعلومات عن تجارب المشروعات الأخرى معه، وتقييمهم لهذه التجربة من جميع الجوانب، سواءً فيما يتعلق بشكل التعاقد وتفاصيله، أو النتائج التي تحققت بعد ذلك مثل أرقام المبيعات الفعلية، أو الأشخاص الذين انضموا إلى قمع المبيعات وأصبحوا ضمن العملاء المحتملين.

Scroll to Top